القائمة الرئيسية

الصفحات

إستراتيجيات التعلم النشط في اللغة العربية| مفهومها، وأهميتها، وأهم أنواعها، وكيفية ابتكارها.

 إستراتيجيات التعلم النشط في اللغة العربية|  مفهومها، وأهميتها، وأهم أنواعها، وكيفية ابتكارها.


إستراتيجيات التعلم النشط في اللغة العربية|  مفهومها، وأهميتها، وأهم أنواعها، وكيفية ابتكارها.


التعليم بين الماضي والحاضر


التعلم النشط
، إستراتيجيات التدريس، طرق التدريس، الوسائل التعليمية – كلها مصطلحات كانت تداعب أذهاننا ونحن طلبة ندرس التربويات في كلياتنا، كنا نتصور يومها أنها مجرد نظريات تربوية معقدة ومتداخلة، ولا فائدة منها، وخاصة عندما كنا نرى أنها غير موجودة في عالمنا الواقعي.

لقد تغير الأمر! الدنيا تتطور! وما لم تكن تتوقعه أن يكون قد كان، أضحت كل هذه المصطلحات واقعية فعلا، وأصبح التعليم التقليدي ماضيا نحكي عنه، ونتكلم عن سلبياته في ظل إيجابيات الطرق الحديثة في التعليم.

لقد أصبح التعلم النشط وإستراتيجياته وأفكاره وألعابه وأنشطته – واقعا فارضا نفسه بقوة، ولا يحتاج منا أن نبذل جهدًا في البحث عنه والوصول إليه، لقد أصبح هو من يبحث عنا!

أفكار وأنشطة وأدوات ووسائل وألعاب تخبرك بأنك ستكون في راحة تامة وأنت تعرض حصتك على تلامذتك، تخبرك بأنك ستوفر جهدك الذي كنت تبذله دائما في رفع الصوت وكثرة التلقين، ترفع عنك حرج النتائج الضعيفة، تساعدك لكي تكون في المقدمة، تذلل لضعاف طلابك الجو الملائم كي يرتقوا بشأنهم بين أقرانهم، تدفع وإياك الطالب المميز الموهوب نحو اكتشاف حقيقي لموهبته، التي تخطت حدود الحفظ والتكرار والتلقين، وجنحت به في عالم الإبداع والابتكار والتجديد، لقد جعلت الحصة تمر على طلابك كأنه حلم جميل لا يريدونه أن ينتهي لفرط جماله وروعته!

أما قديما، فقد كان التعلم عملية تكاد تكون مصمتة، لا حياة فيها؛ لأنها كانت تعتمد على المعلم وحده في تحقيق الأهداف التعليمية، وكان مهمة المتعلم تكمن في التلقي فقط، مع أن المنظومة التعليمية كلها بالأساس موجودة لأجله، ورغم ذلك لم يكن مشاركا فيها بدور يتعدى مرحلة التلقي والاستقبال.

ويمكن- باختصار- أن نعقد مقارنة بين التعلم التقليدي والتعلم النشط في النقاط الآتية:

دور المعلم


 في التعليم التقليدي: كان ملقنا وناقلا للمعلومات وحسب.

في التعلم النشط: فهو محفز ويمثل مصدر الخبرة، وموجه للطلاب في العملية التعليمية.

دور المتعلم

في التعليم التقليدي: مجرد متلق  للمعلومة فقط، دون المشاركة في إعداد الأنشطة أو تنفيذها.

في التعلم النشط: للمتعلم دور إيجابي فعال، وهو شريك رئيس في إعداد العملية التعليمية وتنفيذها.

الأهداف التعليمية

في التعليم التقليدي: الأهداف يحددها المعلم فقط، وكانت غير واضحة أو معلنة للمتعلم.

في التعلم النشط: يساهم الطالب في صياغة الأهداف التعليمية، ويشارك في تحقيقها.

التقويم والقياس

في التعليم التقليدي : تقويم المتعلم وقياس مستواه يكون من خلال المعلم فقط.

في التعلم النشط: يشارك المتعلم في تقويم مستواه ذاتيا، ويكون المعلم مرشدا له.


الفرق بين الاصطلاحين: التعليم التقليدي، والتعلم النشط

لماذا نسمي الطريقة القديمة في التعليم باسم " التعليم التقليدي" ونسمي الطريقة الجديدة باسم" التعلم النشط"؟
ما الفرق إذا بين مصطلح"تعليم" ومصطلح" تعلم"؟

التعليم: مصدر من الفعل " عَلَّمَ" وهو فعل متعد، بمعنى أنه يحتاج إلى مفعول به، والمفعول به دائما ما يكون الطالب؛ ففي قولنا: عَلَّمَ المعلم التلاميذ، نجد أن التلاميذ مفعول به، والفاعل هو المعلم، وهذا التدقيق في المعنى اللغوي للكلمة يبين لنا وصف التعليم التقليدي القائم على أن يكون المعلم فاعلا، وأن يكون الطالب مفعولا به.

التعلم: مصدر من الفعل" تَعَلَّمَ" وهو فعل متعد كذلك، ويحتاج إلى مفعوله، والمفعول به دائما ما يكون"المهارة" التي يكتسبها الطالب بنفسه؛ ففي قولنا: تعلَّمَ الطالب المهارة، نجد أن الطالب هو من قام بجهده بالبحث عن المعلومة واجتهد في تحصيلها بنفسه، وفي هذا التدقيق اللغوي يتبين لنا سبب تسمية "التعلم النشط" بهذا الاسم؛ لأنه يعتمد على قيام المتعلم بالبحث عن المعلومة، وعلى مشاركته في العملية التعليمية كاملة.
  

استراتيجية أم إستراتيجية؟

لقد انقسمت الآراء حول هذه المسألة، ففريق يرى أن صوابها"استراتيجية" بألف وصل، وفريق يرى أنها "إستراتيجية" بهمزة قطع، ونحن ندعم القول الثاني على أنها همزة قطع؛ لأنها كلمة معربة وتعامل معاملة غيرها من الأسماء المنقولة إلى العربية، ومع ذلك فلا يجب على أية حال أن نخطِّئ القول المخالف لما نعتقد فيه؛ فالصحيح في المسائل الخلافية هو أن تعتمد صحة رأيك وألا تنكر على غيرك تمسكه برأيه المخالف، فإن لكل رأي ما يدعمه من الأدلة والشواهد.

وعلى ذلك نقول إن كليهما صحيح: استراتيجية وإستراتيجية، ونحن لا نعتمد إلا الرأي الثاني. 

مفهوم إستراتيجيات التعلم النشط


بعيدا عن التعقيدات الأكاديمية، يمكن تعريف "إستراتيجيات التعلم النشط" على أنها: كل الإجراءات والأنشطة التي يعدها وينظمها المعلم لطلابه ويشاركهم في تنفيذها للوصول بهم إلى تحقيق الأهداف التعليمية المرجو تحقيقها.

معنى ذلك أن الإستراتيجية الخاصة بالتعلم النشط قد تشتمل على ألعاب أو مسابقات تعليمية ممتعة، يمارسها الطلاب بحب شديد ورغبة في التعرف على المهارة التي تريد أن توصلها لهم هذه الإستراتيجية.

وفي موضوع  الوسائل التعليمية| تعريفها، وأهميتها، وأنواعها، وشروطها تكلمنا عن الوسائل التعليمية، وهي ركن لا تقل أهميته عن ركن"إستراتيجيات التعلم النشط" بالنسبة لمنظومة التعليم الحديث، يمكنك الرجوع إليه لتكتمل الرؤية.

أهمية إستراتيجيات التعلم النشط

العصر الذي نعيش فيه يوصف بعصر السرعة، ويوما بعد يوم تطور الحياة، والتطور بالضرورة معناه أن تستحدث أشياء لم تكن موجودة في الماضي، وفي المقابل تختفي أشياء كانت موجودة بقوة في حياتنا حتى الأمس القريب.

إن التعليم التقليدي الذي يعتمد على المعلم فقط في إلقاء المعلومة قد انتهى، وأصبح التعليم الآن قائما على متعلم نشط ومعلم نشط في ظل تعليم أصبح يوصف بالكامل بأنه نشط، وإجمالا يمكن رصد أهمية إستراتيجيات التعلم النشط في عدة نقاط:

  1.  أحدثت الإستراتيجيات نقلة نوعية في التعليم الحديث بما تحتويه من أفكار وأنشطة فعالة.
  2. تفعيل دور المتعلم في العملية التعليمية، وجعله مشاركا فعالا في تحقيق الأهداف المنشودة.
  3. ربط التعليم ببيئة الطالب واحتياجاته، مما يجعل التعليم بوصلة حقيقية توجه الطالب نحو الطريق الصحيح.
  4. في ظل التعلم النشط وإستراتيجياته يستطيع المتعلم أن يقيم ذاته ويحدد مصيره بنفسه.
  5. تجذب انتباه المتعلم، وتجعله مقبلا على التعلم بشغف وحب

أنواع إستراتيجيات التعلم النشط


للتعلم النشط إستراتيجيات عديدة، منها ما هو قديم، ومنها ما هو مستحدث ومبتكر، وسوف نعرض في هذا الموضوع لأهم الإستراتيجيات بصورة عامة، على أن نخصص لها موضوعات مستقلة لشرحها بالتفصيل فيما بعد بإذن الله:

  • إستراتيجية الحوار والمناقشة.
  • إستراتيجية العصف الذهني
  • إستراتيجية مسرحة المناهج
  • إستراتيجية التعلم التعاوني
  • إستراتيجية لعب الأدوار
  • إستراتيجية ملء البطاقة
  • إستراتيجية الاكتشاف والاستقصاء
  • إستراتيجية الخرائط الذهنية
  • إستراتيجية الكرسي الساخن
  • إستراتيجية الأصابع الخمسة
  • إستراتيجية اصطد المهارة
  • إستراتيجية مكعب الأسئلة
  • إستراتيجية مسرح العرائس
  • إستراتيجية الرؤوس المرقمة
  • إستراتيجية بالونة المهارات
  • إستراتيجية البطاقة الخضراء

كيف أبتكر إستراتيجية تعلم نشط؟

المعلم المبدع دائما ما يطور من نفسه، ودائما ما يستطيع أن يطوع أفكاره لخدمة طلابه كي يحققوا أقصى استفادة ممكنة من المادة التعليمية، قد نعد الإستراتيجية بمثابة لعبة أو نشاط يمكن للمعلم أن يبتكره بما يتماشى مع مستويات طلابه، ومع الإمكانيات المتاحة أمامه.

المعلم في التعلم النشط يعتمد على طالب نشيط له دور فعال في عملية التعليم، وقد يتعاون المعلم مع طلابه في ابتكار إستراتيجيات بسيطة وممتعة.

رأيت معلما مبدعا ذات مرة، أراد أن يدرب طلابه على المهارات الأساسية في القراءة والكتابة ( المدود- التنوين -اللام القمرية واللام الشمسية - التاء المربوطة والتاء المفتوحة) فابتكر إستراتيجية أطلق عليها اسم"اصطد المهارة".

ففي يوم من الأيام لمح بيد أحد الطلاب لعبة بلاستيكية بسيطة ( قوسا وسهما) ويمارس بهما الرماية بما يشبه رياضة النبالة، وبدلا من أخذها منه وحرمانه منها بشكل سلبي - قرر أن يستفيد منها، فأحضر كرة إسفنجية ليستخدمها مع القوس بدلا من السهم البلاستيكي، وأحضر علبة بلاستيكية صغيرة، ووضع بها قصاصات من الأوراق، وكتب على كل قصاصة كلمة بها مهارة من المهارات السابقة، وقام بتقسيم السبورة إلى عدة أجزاء، وكتب على كل جزء اسم مهارة.

وقام بعمل منافسات بين مجموعات التعلم التعاوني؛ حيث اختار ثلاثة طلاب من كل مجموعة: طالب يقوم بسحب ورقة من العلبة البلاستيكية ويقرأ الكلمة المكتوبة عليها، ثم يناولها الطالب الثاني ليحدد نوع المهارة الموجودة بالكلمة، ثم يقوم الطالب الثالث بتصويب الكرة الإسفنجية على اسم المهارة الذي سجله المعلم سابقا على السبورة.

هكذا يمكن للمعلم أن يبتكر ألعابا وإستراتيجيات تحقق الأهداف المطلوبة وبأقل الإمكانات المتاحة.












reaction:
تعليمنا العملي
تعليمنا العملي
نحن متخصصون في مجال تأسيس الطلاب في الصفوف الأولية تحديدا، ولدينا العديد من الأفكار لتدريس اللغة العربية عموما بطرق مبدعة ومبسطة، ومبدؤنا الأساسي هو محاولة عرض التعليم العصري بطرق عملية، وتبسيط المؤلفات والكتب والنظريات التربوية، وانتقاء الصور التي تقبل التطبيق في إطار إمكانيات تعليمنا الحالي في بلادنا العربية. نحن نحاول أن نقدم الأمر بصورة عملية أكثر من الكلام النظري.

تعليقات