علامات الترقيم: علامة التعجب (!) ليست فقط للتعجب!

علامة التعجب  مثلها مثل بقية علامات الترقيم ، عبارة عن رمز نرسمه في نهاية الجملة( بعد آخر كلمة) لنقل شعور محدد للقارئ، مثل علامة الاستفهام التي توضع في نهاية الجمل لإثارة فكر القارئ، أو النقطة التي تعطيك إيحاء بتمام المعنى.

ورمز علامة التعجب هو : (!)

هل هي فعلا علامة للتعجب؟

جرت العادة - أو ربما العُرف- على تسمية هذه العلامة(!) باسم :(علامة تعجب) وتسمى في اللغة الإنجليزية(exclamation mark)، بحيث أن ذلك قد لا يختلف عليه اثنان؛ فهل هي فعلا علامة للتعجب؟

وإجابة على السؤال السابق، نقول: نعم فإن علامة التعجب تستخدم في التعجب وغير التعجب؛ لأننا قد نستخدمها في العديد من مواضع التي تبين لنا ظهور علامة من علامات الانفعال النفسي لدى الكاتب فيما كتبه، مثل: الفرح، والحزن، والاندهاش، والانبهار، وحتى الدعاء.

 كيف يتعلمها الصغار؟

في الصفوف الأولية عندما نود تعليم التلاميذ جانبا من علامات الترقيم التي يشاهدونها أمامهم باستمرار، دون أن يعرفوا معناها أو مغزاها - فإننا بكل تأكيد سنسمي هذه العلامة بـ " علامة التعجب"، لأن هؤلاء الصغار يتعرفون لأول مرة على عالم علامات الترقيم ؛ فمن البديهي ألا نغرقهم في معلومات هم في غنى عن الخوض فيها في هذه السن؛ لأن ذلك قد يسبب لهم مشكلة إدراكية.

ما يجب أن يعرفه الكبار عن علامة التعجب، أو رمز التعجب(!)

بالنسبة للكبار فهذا القدر الضئيل لا يكفي، والأمر يحتاج منا إلى إعادة تأمل.

 إن علامة "التعجب" كما شاعت بين الناس بهذا المسمى ليست في الحقيقة كما تبدو تمامًا؛ فهذه العلامة وضعت في الأساس لتنقل "المشاعر والانفعالات النفسية" بجميع أنواعها، ولا تكون للتعجب فقط، لكن الغالب والشائع على ألسنة الناس أنها علامة "تعجب" فقط، وقد لا يعرف أحدهم أنها تستخدم لنقل انفعالات أخرى، بل قد ينكر آخرون تعدية استخدامها حيز التعجب إنكارًا.

مواضع استخدام علامة التعجب (!)

توضع علامة التعجب في كثير من المواضع:

• افرح، واستخدم علامة التعجب، واختم بها جملتك؛ ليشعر قارئها بشعورك أثناء كتابتك، معنى ذلك أن علامة التعجب تستخدم في نقل الشعور بالفرح والبهجة.

• احزن، واسكب مرارتك في علامة التعجب التي تنبئ قارئها بحالتك المزرية، ومعنى ذلك أن الحزن غرض من الأغراض التي نستخدم فيه علامة تعجب.

• ادع لمن تحب بحرارة، واجعله يتيقن من مشاعرك وأنت تدعو له بمجرد علامة صماء، لكنها تثرثر ثرثرة وجدان!

• اندهش، تعجب، امدح، ذم،استغث بمن تكاتبه، كلها أغراض فيها مشاعر متأججة تود أن تنقلها لقارئك لغرض من الأغراض، دع علامة التعجب تساعدك في هذا الشأن. 

• استفهم مستنكرًا على مسؤولك، استفهم بعلامة استفهام(؟)، واستنكر بعلامة تعجب(!)إذا كنت في حيز استفهام استنكاري؛ استخدم علامتي الاستفهام والتعجب معا، أنت بذلك تنقل معنى أو رسالة إلى نفس القارئ، وتدفعه إلى تعرف مفاتيح أفكارك، من خلال أيقونة أو علامة بسيطة تفسر له سبب كتابة ما قمت بكتابته.

لماذا لا نخصص لكل انفعال مما سبق علامة خاصة؟

تخيل لو كل حالة من حالات النفس البشرية خُصص لها علامة ترقيم، فكم عددا سنحتاجه من علامات أمام تقلبات النفس البشرية؟ الأمر غير مفيد بالمرة؛ لذلك جعلوها علامة واحدة تعبر عن جميع انفعالات النفس، والصواب إذا ألا نسميها باسم جانب واحد أو خلجة واحدة من خلجات النفس.التعجب إذا أحد أفرع التأثر النفسي، وكذلك: الفرح، والحزن، والدعاء، والاستغاثة، والاندهاش، والمدح، والذم، والاستنكار...إلخ، كلها فروع للتأثر النفسي، وقواسم مشتركة لنفس العامل، وليس من المنطقي أبدا أن نضع علامات كثيرة تعبر عن كل هذه المشاعر.

لعلامة التعجب تأثير كبير في نفوس الناس، ولعلها تكون العلامة الأكثر زخما في علامات الترقيم، وهي أكثر العلامات انتقالا من حيز الاستخدام الكتابي إلى حيز الاستخدام التعبيري، حيث إنها أصبحت رمزا في حد ذاتها، يعبر عن الخلل أو العطل المبهم المتداخل، أو المشاعر المتقلبة، ما جعلها رمزا أصيلا معبرا عن مشكلات الكمبيوتر، وكذلك في لوحة تحكم السيارات؛ فإذا ظهرت علامة التعجب هنا أو هناك كانت دليلا على حدوث مشكلة.

لقد تطور الأمر كثيرا بخصوص علامة التعجب؛ حتى أنهم قد يحللون الانفعالات النفسية للناس من خلال استخدامهم لها، كما حدث مع الرئيس الأميريكي "ترامب" الذي يكثر من استخدام هذه العلامة على نحو دفع المحللين النفسيين إلى تحليل بعض سلوكياته واتجاهاته الفكرية.

ما الصحيح في تسمية علامة التعجب؟

بناء على ما تقدم؛ فالأصح أن نسمي هذه العلامة(!) بعلامة(الانفعال النفسي)،أو علامة(التأثر النفسي) 

أو(علامة النفس).